ليليان شعيتو تستفيق من غيبوبتها وشقيقتها لـ”أحوال”: بكت حين شاهدت صورة طفلها
تفاصيل إصابة ليليان في انفجار المرفأ: الأطباء توقّعوا وفاتها من اليوم الأوّل
يوم الرابع من آب 2020، كانت الساعة تشير الى الرابعة بعد الظهر. قامت ليليان شعيتو (26 عام ) بإطعام رضيعها علي (شهر ونصف ). قبّلته على جبينه وتركته نائماً مع عائلتها لتستغل بعض الوقت وتشتري احتياجاتها. جاءت ليليان إلى لبنان من أبيدجان التي تقيم فيها مع زوجها، لتضع مولودها الأول بين أهلها وعائلتها، وكلنت المرة الأولى التي تخرج فيها بعد الولادة.
توجّهت حينها الى أسواق بيروت والهدف شراء هدية لزوجها في عيد ميلاده ومفاجأته. دخلت ليليان إحدى المحال التجارية، كانت على عجلةً من وقتها كي لا يصحو رضيعها من النوم وهي غير موجودة . وخلال اختيارها الهدية المناسبة، وقع الانفجار لتكون ضحيته وتبقى معلقة بين الحياة والموت.
غطّت ليليان في نوم عميق ودخلت في غيبوبة. استفاق رضيعها من نومه ينتظر حضور والدته لإطعامه. لم تأتَ ليليان. مرّت خمسة أشهر وعلي ما زال ينتظرها.
حين وقع الانفجار، لم يجرؤ أحد على مساعدة ليليان أثناء إصابتها البليغة، فظنّ كثيرون أنها فارقت الحياة. لحسن الحظ قامت امرأة بجسّ نبضها وعلمت أنها ما زالت على قيد الحياة، رفضت تركها واتصلت بشخص لمساعدتها على نقلها إلى مستشفى الجامعة الأميركية .
لم يطمئن الأطباء عائلة ليليان حول وضعها الصحي، بل أصروّا حينها أنها تحتاج لمعجزة ما. في الأشهر الأولى كان أمل العودة إلى الحياة مستحيلاً. كانت تفتح عينيها وتغلقهما ومن ثمّ تغط في نوم عميق. دقات قلبها كانت متسارعة وترتفع حرارتها بين الحين والآخر، وحده الدعاء كان سيد الموقف لتحلّ المعجزة.
اليوم ومع بداية العام 2021 بثّت ليليان روح الأمل حين فتحت عينيها وقامت بتحريك يدها ورجلها، لتتحقق ثلاث معجزات معاً وتكون هذه المؤشرات كفيلة بعودة ليليان الى الحياة قريباً.
تقول شقيقتها نسمة لـ”أحوال” إنه منذ “ذلك اليوم المشؤوم لا تعيش العائلة بسلام وهي تنتظر معجزة تنقذ حياة الإبنة الصغرى لعائلة شعيتو”. تؤكد نسمة أن “العائلة فقدت الأمل بعدما أكدّ الاطباء صعوبة وضعها الصحي، وتشخيصه على أنها في حالة نوم عميق”. أعطت ليليان إشارات الأمل من خلال تحريك يديها ورجليها، لكن ما يؤكد على وعيها التام هو ” ذرفها للدموع حين شاهدت صورة رضيعها علي”، بحسب تعبير شقيقتها نسمة التي يصعب عليها وصف اللحظة “حين بدأ جسم ليليان يرتجف من الفرحة لمجرد رؤيتها صورته”. وتضيف نسمة “الحمد لله، تتفاعل ليليان معنا اليوم، وقد أعطتنا عدة اشارات ما يبعث فينا الأمل من جديد”.
وعن وضعها الصحي الحالي، تؤكد نسمة أن ” الأطباء طمأنوا العائلة وهي ما زالت تحتاج للمكوث في المستشفى، كذلك تحتاج الى فترة 6 اشهر الى سنة لتستعيد عافيتها”.
وتؤكد على أنه ” لم تظهر حتى الساعة الآثار الجانبية التي خلّفتها الإصابة البليغة، وقد يحتاج ذلك الى بعض الوقت لاكتشافها ، بحسب آراء الأطباء المشرفين على حالتها، كما من المتوقع ان تحتاج ليليان الى عدّة جلسات فيزيائية”.
بعد طول انتظار، اندملت جروح العائلة التي تعيش على أمل عودة ابنتها الى المنزل قريباً. استفاقت ليليان من غيبوبتها لتعود إلى علي المحروم من دفء والدته وهو يكمل اليوم الأشهر الستة الأولى.
لن يعيش علي يتيم الأمّ، ها هو يقارب عامه الأول. ستعود ليليان أليه لتمارس واجبات الأمومة. ستعيش معه لحظات النضوج. والأهم سيطفىء علي شمعته الاولى في حضن والدته على أمل أن يلتقيا قريباً في اتصال فيديو مباشر.